المقدمة
-مازال البحث عن الغاية من الخلق يشكل محور اهتمام الفكر الإنساني وسؤالا من الأسئلة الفلسفية الأساسية منذ زمن بعيد
إن المحصلة الطبيعية لذكاء الإنسان بعد رؤية الآيات الكونية الاستنتاج بأن المخلوق يدل على وجود الخالق. وأصبح يتوجب على البشر معرفة الهدف من وجودهم و الهدف من الحياة وأن يمتثلوا في النهاية لما يدعوهم إليه الخالق
ومع ذلك فإن عددا يسيرا من الناس يرجعون دوما خلق الكون المعقد وطبيعة الحياة المركبة إلى صدفة مجردة .والقول لهؤلاء الذين يتساءلون ; لماذا خلق الله الإنسان. كامنا في آيات خلق المحيطات و الأنهار والصحاري والفضاء الواسع اللامحدود بما يحتويه من كواكب ونجوم . إلا أن محدودية عقل البعض لا تجعله يستوعب الغرض من خلقه بصورة كاملة
فكيف للبشر إستنتاج الوجود فكرياً وهم بالكاد يستطيعون فهم القدرات الكامنة لعقولهم و كيفية عملها ؟ لذلك فإن الكتب السماوية تجيب على الأسئلة التي لا يقوى ذكاء البشر على إدراكها منفردا فهم يحتاجون إلى التوجيه الإلهي الذى تمثل فى أُرسال الأنبياء لايضاح الغرض من الخلق
بالرغم من ذلك، تفتقد النصوص اليهودية – المسيحية إلى الترابط وتترك الأمناء الباحثين عن الحق في الظلام فهي لا تجيب عن الأسئلة المهمة الخاصة بخلق الإنسان . فغالبا يكون الأسلوب رمزي ولا يذكر الأشياء بصورة واضحة . ان المسيحية قد جعلت الحل الوحيد لمحو أخطاء البشر هو تجسد الله في إنسان يجب أن يعاني ويموت وعليه قد طرحت مفهوماً مشوهاً للعدالة الإلهية إذ تمثل هذا المفهوم تقبل المسيح عيسى بأنه ” الرب ” وأن ” تضحيته الإلهية ” هي الطريق الوحيد للخلاص.
أن الديانات التي لا تتبع ملة إبراهيم تعتقد فى الوجودية بمعنى الإله هو الكل مع وجود العديد من الآلهة التي تجسده الا ان منهم من يعلو على الآخر حتى فى الزهد. إن غموض تلك المدارك لا توفر فهما واضحا للغرض من الخلق. أن الله لايرض التخَبُّط ولا يتمنى المصاعب للبشر لذا عندما أوحى آخر رسالته ضَمَنَ أنها حُفظت إلى الأبد . إن فى القرآن وهو الكتاب الأخير، كشف الله عن الهدف من خلق الإنسان، وأوضح هذا الهدف من خلال خاتم الأنبياء محمد (عليه الصلاة والسلام